أهلاً بك ضيف
السبت 2024-04-20
                                               

نأمل أن يكون هذا مستقبلنا

رسائل جديدة · · قواعد المنتدى · بحث · RSS
  • صفحة 1 من%
  • 1
مشرف المنتدى: myheart  
منتدى » المنتدى الادبي » القصة القصيرة » واقعية
واقعية
Thoalfqarالتاريخ: الإثنين, 2011-10-03, 10:35 AM | رسالة # 1
عضو ذهبي
مجموعة: المدراء
رسائل: 407
جوائز: 0
سمعة: 0
حالة: Offline
حنان دجاجة

اشتم أحد المزارعين الأمريكيين رائحة دخان قوية ،
ففتح القناة الخاص بالأخبار المحلية بالراديو .
عرف أن النيران قد اشتعلت على بعد أميال قليلة من مسكنة .
اشتعلت في حقول القمح الشاسعة ، وذلك قبل تمام نضجه بحوالي أسبوعين .

إنه يعلم متى اشتعلت النيران في مثل هذا الوقت يصعب السيطرة عليها ،
فتحرق عشرات الأميال المربعه من زراعة القمح .

عرف المزارع أيضاً أن الرياح تتجه بالنيران نحو حقله ،
فبدأ يفكر هكذا : ماذا أفعل ؟لا بد أن النيران تلحق بحقلي وتحطم منزلي وحظيرة الحيوانات وأفقد كل شيء !

بدا يحرق أجزاء من حقله بطريقة هادئة حتى لا يصير بيتة و حظيرة حيواناته محاطة بحقول القمح شبه الجافة .
استطاع أن يحرق كل حقله تماماً دون أن يصاب بيته .....
فأطمأن أن النيران لا تنسحب إلى بيته ...
حقاً قد أحرق بيديه محصولة ، لكنة أفتدى بيته وحيواناته وطيوره .

إذ أطمأن على بيته بدأ يسير بجوار حقله المحترق وهو منكسر القلب ، لأنه فقد محاصيله بيده.

رأي دجاجة شبة محترقة ، وقد بسطت جناحيها .
تطلع بحزن إليها .فقد طارت بعض اللهب إليها لتحرقها .
تسلك الدموع من عينه وهو يرى طيراً قد مات بلا ذنب .

بحركة لا إرادية حرك الدجاجة بقدمه ، فإذا بمجموعة من الكتاكيت الصغيرة تجري ...
امسك بها وأحتضنها .

تطلع إلى تلك الدجاجة البطلة الحنونة التي أحاطت بجسمها صغارها وسلمته للموت ،
احترقت دون أن تحرك جناحيها أو تهرب ، بل صمدت لتحمي صغارها ،
بينما يحزن هو على خسائر مادية !

رفع عينه إلى السماء وهو يقول :
مخلصي الحبيب ... الآن أدركت معنى كلماتك :
كم مرة أردت أن أجمع أولادك ، كما تجمع الدجاجة فراخها .
أشكرك لأنك وأنت لم تعرف الخطية سلمت جسدك للموت بفرح لتحمل نيران الغضب عن خطاياي .
ظنت النيران أنها تقدر أن تحطمك ، لكن في حبك حملتني بموتك المحيي إلى الحياة .
 
منتدى » المنتدى الادبي » القصة القصيرة » واقعية
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث: